المؤسسة الاقتصادية، تصنيفاتها وأهدافها
إن المؤسسات مرت بتغيرات وتطورات مسايرة تلك التي شهدتها الأنظمة الاقتصادية و الاجتماعية التي عاشتها المجتمعات وقد شغلت المؤسسة الاقتصادية بال الكثير من المفكرين الاقتصاديين عبر مختلف الأزمنة باعتبارها نواة النشاط الاقتصادي ولدورها الهام في مختلف المجالات، كونها من أهم الأعوان الاقتصادية المساهمة في تحريك الدورة الاقتصادية، وقد عرفت أشكالها وأنماطها تطورات كبيرة وفقا لمقتضيات التطور العلمي والتكنولوجي السريع خاصة في القرن العشرين.
أولا: التعاريف المختلفة للمؤسسة الاقتصادية:
ليس من السهولة بالإمكان التطرق إلى مفهوم المؤسسة الاقتصادية إلا عن طريق وضع تصورات واضحة كمايلي:
- المؤسسة عبارة عن مجموعة من المباني والهياكل .
- المباني والهياكل مقامة على مساحات من الأراضي.
- بداخل هذه المباني يوجد الآلات وتجهيزات معقد تقنيا وعتاد ولوازم وبضائع ومهارات..
- هناك أشخاص ينجزون وآخرون يشرفون تسيير الآلات آخرون في المكاتب.
من هنا يتضح أن المؤسسة عبارة عن تنظيم مشكل من عناصر بشرية، ورؤوس الأموال ومهارات، ثم تجميعها بطريقة تسمح بإنتاج السلع والخدمات للوصول إلى الهدف الواجب تحديته.
ويختلف تعريف المؤسسة بين الباحثين والمهتمين بموضوعها أيضا من حيث الزاوية التي يركز عليها التعريف، وهنا يمكن تلخيص تعريف المؤسسة كما يلي:
1- المؤسسةوحدة للإنتاج والتوزيع: تعرف المؤسسة كوحدة للإنتاج والتوزيع وتكون مهيكلة على أساس قوانين وإجراءات خاصة، إن هذا الجانب من تعريف المؤسسة يتمثل في إطار الإنتاج أي وحدة اقتصادية وظيفتها الإنتاج وتوزيع الدخل.
2- المؤسسة وحدة اقتصادية: إن الوظيفة الأساسية للمؤسسة تكمن في إنتاج سلع وخدمات تتميز بكونها تجارية، ولهذا الغرض فإن المؤسسة الإقتصادية تحتاج إلى عوامل إنتاج كما تحتاج إلى معلومات ورخص الإنتاج والموارد المالية، وهذا هو الذي يعطيها الصفة الإقتصادية.
3- المؤسسة وحدة لتوزيع المداخيل: إن المؤسسة من خلال قيامها بنشاطها الإقتصادي تحقق ما يسمى بالقيمة المضافة ((Valeur Ajouté والتي تسمى قيمة إجمالي المخرجات ناقص قيمة إجمالي المدخلات (Va = Valeure output – Valeure input) ، وتخصص المؤسسة هذه القيمة المضافة المحققة وتوزعها على كل المتعاملين المساهمين في إنتاجها، المباشرين منهم وغير مباشرين بما فيهم " رواتب العمال، فوائد للدائيين، أرباح توزع على الشركاء ( أصحاب المؤسسة )، وما بقي للمؤسسة تخصصه لـ :
· الإهتلاك لتغطية النقص في الأجهزة.
· إحتياجات التمويل
ومن هنا يمكننا تقديم تعريف شامل للمؤسسة الاقتصادية كما يلي: المؤسسة هي وحدة اقتصادية مستقلة تقوم بمزج عناصر الإنتاج المختلة من عمل ورأسمالها و استهلاكات وسيطية بهدف إنتاج وبيع السلع والخدمات.
ثانيا:تصنيفات المؤسسة الإقتصادية
تصنيف المؤسسات حسب المعيار القانوني:
طبقا لهذا المعيار فإنه يمكن توزيع المؤسسات الى قسمين:
1- مؤسسات عامة: أي تابعة الدولة أو القطاع العان وتخضع للتشريعات الخاصة به، وحاليا تخضع لخليط من القانون العام والقانون الخاص مثل: القانون التجاري سواء بالجزائر أو دول أخرى.
2- مؤسسات خاصة: أي تخضع لقانون الخاص.
تصنيف المؤسسات حسب معيار الاقتصادي:
1- المؤسسات الصناعية: وتنقسم إلى:
أ. مؤسسات الصناعات الثقيلة أو الاستخراجية.
ب. المؤسسات ذات الصناعية التحويلية أو الخفيفة.
2- المؤسسات الفلاحية: وهي التي تهتم بزيادة إنتاجية الأرض أو استصلاحها.
3- المؤسسات التجارية: وهي المؤسسات التي تهتم بالنشاط التجاري.
4- المؤسسات المالية: وهي المؤسسات التي تقوم بالنشاطات المالية كالبنوك ومؤسسات التأمين.
5- المؤسسات الخدمية : وهي المؤسسات التي تقدم خدمات معنية كمؤسسات النقل البريد والمواصلات، المؤسسات الجامعية، النقل، البريد، المستشفيات ...الخ.
تصنيف المؤسسات حسب معيار الحجم:
1- المؤسسات الصغيرة والمتوسطة P.M.E : تعرف هذه المؤسسات بعدد العمال المستخدمين فيها، وقد اعطى لها أكثر من تحديد فنجد تستعمل أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تصنف ضمن المؤسسات التي تستعمل اقل من 500 عامل.
2- المؤسسات الكبيرة : وهي المؤسسات ذات استعمال يد عاملة تساوي أو تفوق 500 عامل والتي اشرنا إليها في التصنيف الأول لحجم المؤسسات، وهي أيضا مؤسسات ذات دور مقتبر فالاقتصاد الرأسمالي التطور من خلال ما تقدمه سواءا على المستوى الوطني الداخلي أو على مستوى السوق الدولية في شكل فروع لها لشركات متعددة الجنسيات، حيث ترتبط هذه الفروع بالمركز عن طريق ميكانيزم التدفقات من وسائل الإنتاج والأموال.
ثالثا:أهداف المؤسسة الاقتصادية(1)
نستطيع تلخيصها في الأهداف التالية
1- الأهداف الاقتصادية: ويتضمن هذا النوع مايلي :
* تحقيق الربح: إن استمرار المؤسسات في الوجود لا يمكن أن يتم إلا إذا استطاعت أن تحقق مستوى أدنى من الربح يضمن لها إمكانية رفع رأس مالها .
* تحقيق متطلبات المجتمع: إن تحقيق المؤسسة لنتائجها يمر عبر عملة تصريف أو بيع إنتاجها المادي أو المعنوي وتغطية تكاليفها وعند القيام بعملية البيع فهي تغطي طلبات المجتمع الموجودة به .
* عقلنة الإنتاج: يتم ذلك الاستعمال الرشيد لعوامل الإنتاج والتوزيع بالإضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ هذه الخطط أو البرامج.
2- الأهداف الاجتماعية: من بين الأهداف العامة للمؤسسة الاقتصادية، الأهداف الاجتماعية التي تتضمن مايلي:
* ضمان مستوى مقبول من الأجور: يعتبر العمال في المؤسسة من بين المستفيدين الأوائل من نشاطها، حيث يتقاضون أجورا مقابل عملهم بها، ويعتبر هذا القابل مضموما قانونا وشرعا إذ يعتبر العمال العنصر الحيوي والحي في المؤسسة.
* تحسين مستوى معيشة العمال: إن التطوير السريع في الميدان التكنولوجي يجعل العمال بحاجة أكبر لتلبية رغبات تتزايد باستمرار بظهور منتجات جديدة.
* ظهور أنماط استهلاكية معينة: تقوم المؤسسات الاقتصادية عادة بالتصرف في العادات الاستهلاكية لمختلف طبقات المجتمع وذلك بتقديم منتجات جديدة عن طريق الدعاية والإشهار.
* الدعوة إلى التنظيم وتماسك العمال: تنشأ داخل المؤسسة الاقتصادية علاقات معينة واجتماعية بين الأشخاص قد تختلف مستوياتهم العلمية وانتماءاتهم الاجتماعية والسياسة إلا أن دعوتهم إلى التماسك والتفاهم هو الوسيلة الوحيدة لضمان الحركة المستمرة للمؤسسة وتحقيق أهدافها.
* توفير تأمينات ومرافق للعمال: توفر بعض التأمينات مثل تأمين الصحي والتأمين على الحوادث العمل وكذلك التقاعد كما أنها تخصص مساكن وتوفير المرافق العامة لعمالها.
ﺠ. الأهداف الثقافية و الرياضية: في إطار ما تقدمه المؤسسة للعمال نجد أيضا الجانب التكويني والترفيهي نذكر منها:
* توفير وسائل الترفيهية وثقافية: تعمل المؤسسة على استفادة عمالها من وسائل الترفيه والثقافة التي توفرها لهم، ولأولادهم من مرح مكتبات رحلات...الخ.
* تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى: مع التطور السريع التي تشهد وسائل الإنتاج وزيادة تعقيدها فإن المؤسسة تجد نفسها مجبرة على تدريب عمالها الجدد تدريبا كفيلا بإعطائهم استعمال هذه الوسائل تشكل يسمح باستقلالها استغلال عقلانيا.
* تخصيص أوقات للرياضة: تعمل المؤسسات وخاصة الحديثة منها على إتباع طريقة في العمل تسمح للعمال بمداولة نشاط راضي في زمن محدد، مما يجعل العامل يحتفظ بصحة جيدة ويتخلص من الملل.
3- الأهداف التكنولوجية: بالإضافة إلى ما سبق تؤدي المؤسسة دورها في الميدان التكنولوجي.
* البحث والتنمية: أدى تطور المؤسسات إلى توفير إدارة أو مصلحة خاصة بعملية تطوير الوسائل وطرق الإنتاجية علميا.
* البحث والتطور التكنولوجي: تؤدي المؤسسة دورا مساندا للسياسة القائمة في البلاد البحث والتطور التكنولوجي نظرا لما تمثله من وزن في مجموعها وخاصة الضخمة منها من خلال الخطة التنموية العامة للدولة المتوسطة لأجل التي يكون من خلالها التنسيق بين العديد من الجهات ابتداء من هيئات ومؤسسات البحث العلمي، الجامعة والمؤسسات الصغيرة.
موضوع ممتاز جدا
ReplyDelete